الإهانات تلتصق بالذاكرة بطريقة لا تفعلها المجاملات. يمكن أن نُمدَح عشرات المرات، ولكنّ إهانة واحدة قد تبقى محفورة في أذهاننا لسنوات. لماذا يحدث ذلك؟

العقل البشري مهيّأ للتركيز على الأخطار والسلبيات كآلية للبقاء. في الماضي، كانت الإهانة أو الرفض الاجتماعي تعني العزلة، وربما الموت. ولذلك، أصبح العقل يُعامل الإهانات كـ”تهديدات” يجب تذكّرها.

كما أن الإهانة تمسّ شيئًا حساسًا داخلنا: الكرامة، أو الهوية، أو الجرح القديم. كلّما كانت الإهانة قريبة من نقطة ضعف فينا، زادت صعوبة نسيانها.

من ناحية أخرى، يعجز البعض عن نسيان الإهانة لأنهم لم يُعالجوا المشاعر المرتبطة بها: الغضب، الحزن، الإحراج. فتظلّ تدور داخلهم بلا نهاية.

لكن الحقيقة؟ نسيان الإهانة ليس ضعفًا، بل قوة. لأنه يعني أنك اخترت أن تُحرّر نفسك من سجن شخص آخر.

لا أحد يستحق أن يعيش داخل رأسك مجانًا.